عيد الفصح، بالعبرية פֶּסַח ، هو عيد خبز الفطير وموسم الحج والعيد الذي يُضحى فيه بحمل أو شاة أو جدي من الماعز (باشال)، ويسمى أيضا عيد "الفسح" أي الفَرَج بعد الضيق، وكلمة الفسح كلمة عبرية تعني العبور أو المرور أو التخطي، من هنا كانت التسمية الإنجليزية Passover نسبة إلى عبور أو مرور ملك العذاب فوق منازل العبرانيين دون المساس بهم، ونسبةً إلى عبور موسى البحر، هذا إذا أخذنا في الاعتبار المغزى التاريخي للعيد، أما إذا نظرنا إلى معناه الطبيعي، أو الكوني، فإننا نجد أنه عيد الربيع عند اليهود، ويكون العبور هنا هو عبور الشتاء وحلول الربيع محله.
ويحتفل في هذا العيد بذكرى نجاة بني إسرائيل من العبودية في مصر ورحيلهم عنها، كما يحتفل في الوقت ذاته بمجيء الربيع، وهكذا نجد أن ميلاد الشعب بالخروج من مصر وميلاد الطبيعة والكون شيئان متداخلان في الطقوس اليهودية.
وطقوس الاحتفال بهذا العيد كثيرة ومعقدة وتبدأ بليلة التفتيش عن الخميرة، ويجب فيها على اليهودي أن يتأكد من أن أي خميرة تصلح للخبز قد أبعدت من البيت تماما، ثم بعد هذا يأكل اليهود خبزا "مصه מַצָּה" لا تدخله خميرة ولا ملح، تذكيرا لهم بأنهم عند فرارهم مع موسى من وجه فرعون لم يكن لديهم وقت للتأنق في الخبز أو الانتظار على العجين. كما أن الرغيف المخمر حينما يخبز فإنه ينتفخ، وهذا رمز الكبرياء، وبالتالي فإن أكل خبز الفطير غير المخمر هو رمز التواضع. ويوضع على مائدة عيد الفصح ثلاثة أرغفة من خبز الفطير ترمز إلى كل من الكهنة واللاويين والشعب اليهودي عامة، ويعتبر من يأكل خبزا مخمرا في هذا اليوم كأنه فصل نفسه عن الدين اليهودي فصلا كاملا... ويضاف الآن في الولايات المتحدة رغيف رابع رمزا ليهود الاتحاد السوفياتي... المضطهدين، والذين فقدوا تراثهم، وهذا يبين مدى تداخل التجربة الدينية مع التجربة القومية في الوجدان اليهودي-الصهيوني.
وإلى جانب الأرغفة الثلاثة أو الأربعة، ينبغي على اليهود أن يتناولوا بعض المأكولات الكريهة على النفس مثل "قطعة مشوية من العظم مأخوذة من الغنم"، "بعض النباتات المرة"، "كأس من الماء بالملح" لتذكيرهم بما عاناه أسلافهم أثناء فرارهم من الصحراء، كما توضع على المائدة أربعة أقداح من النبيذ يشربها أفراد الأسرة وهي ترمز لوعد الله لليهود بتخليصهم وقيامه بإنقاذهم من مصر بنفسه دون وساطة، على أن يكون هناك قدح خامس يترك دون أن يمسه أحد لأنه كأس النبي إيليا الذي سينزل من السماء قبل قدوم المسيح المخلص.
وأمام مائدة الفصح توضع كنبة يضطجع عليها رئيس العائلة، ويقص على أفراد أسرته قصة الخروج، ويجب على كل يهودي أن يستمع للقصة ويخوض التجربة كما لو كانت تجربة شخصية يخوضها بنفسه، ثم يتبادل أعضاء الأسرة التهنئة بهذا العيد بقولهم "نلتقي العام القادم في أورشليم" وهي التهنئة التي حولتها الصهيونية من مفهوم ديني معنوي إلى مفهوم سياسي حرفي.
ويتداول اليهود كتبا يطلق عليها اسم "الأجاداه" تحتوي على الطقوس الخاصة بهذا العيد، ويبدأ عيد الفصح في الخامس عشر (15) من شهر نيسان "أبريل" حسب التقويم العبري، ويستمر سبعة أيام في إسرائيل، وثمانية عيد اليهود المقيمين خارج فلسطين، ويحرم العمل في اليومين الأول والأخير لأنهما يعتبران يومين مقدسين.
المصادر والمراجع:
- الأعياد والمناسبات والطقوس لدى اليهود (غازي كامل السعدي) [بتصرف].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق