قصة فأر المدينة وفأر الريف - الموسوعة المختصرة

الدقة والأمانة في الطرح

قصة فأر المدينة وفأر الريف

قصة فأر المدينة وفأر الريف

شارك المقالة
كان هناك فأر صغير يعيش في المدينة، وبينما هو يرتب أغراضه ذات يوم، إذ وجد صورة لأحد أصدقائه القدامى يعيش في الريف، فقرر أن يزوره ويصنع له بذلك مفاجأة.

حين وصل إلى الريف امتعض فأر المدينة من الرائحة المنتشرة وأخذ يشكو ويتذمر في طريقه إلى بيت صديقه. وعند وصوله رحب به صديقه بفرح لكونه تكبد عناء السفر خصيصا لزيارته. دعاه إلى الاغتسال وأخذ قسط من الراحة ريثما يعد له شيئا يأكله يسترجع به قواه.

أسرف فأر المدينة في استعمال الماء، لذا لم يَكْفِه في اغتساله، وأخذ يتذمر مجددا وعلى وجهه علامات الغضب وعدم الرضا. بينما كان فأر الريف في خضم جمع الخضراوات الطازجة والألبان وغيرها من الأطعمة الطبيعية ليقدمها لصديقه. وعند تحضير المائدة كان فأر المدينة قد عاد من اغتساله منزعجا.

قام فأر المدينة بانتقاد الطعام ومذاقه والانتقاص من هذه الحياة التي يعيشها صديقه في هذا المكان، وأخذ يتفاخر بأصناف الطعام التي يتناولها في المدينة. وبذل فأر الريف ما في وسعه لإقناع صديقه بأهمية هذا النوع من الطعام لكنه لم يفلح. فتضايق لهذا الأمر.

وتغييرا للجو، أخذ فأر الريف صديقه في نزهة حول المزرعة، فأعجب بهوائها العليل ورائحتها الزكية والأزهار المتفتحة.. لكن بمجرد المرور بسماد طازج وانبعاث رائحته، أخذ فأر المدينة في الشكوى مجددا وأبدى انزعاجه الشديد من رائحة السماد القذرة، وطفق يمدح المدينة ونظافتها ولذة طعامها.

كما أنه دعا صديقه أن يزوره في المدينة، ولو لبضع أيام فقط، ليرى كيف يعيش وكيف هو مستمتع بما لذ وطاب من أصناف الأطعمة. ثم جهز حقيبته، وشكر صديقه، وغادر.

وبعد بضع أيام، استعد فأر الريف لزيارة صديقه. وبينما كان على وشك عبور الطريق، نجا بأعجوبة من سيارة كانت متجهة نحوه تماما، لأنه لم يعتد على السيارات في الريف، كما أن ضجيج المدينة شوش عليه وأزعجه.

لكنه وصل أخيرا لبيت صديقه، الذي رحب به، وجلس معه للحديث قليلا. وبينما هما كذلك، جهزت الخادمة الطعام (فاكهة وجُبْنا ومعكرونة ولبنا وكعكا وغيرها). شم فأر المدينة رائحة الطعام، فدعا صديقه إلى المائدة. وما إن لمحتهما الخادمة حتى رجعت وبِيَدِها عصاً لإبعادهما، فهربا.

بعد ذلك قرر فأر المدينة أن يأخذ صديقه في جولة بالأرجاء، فزارا متجرا في الجوار. وأثناء تجولهما طاردتها قطة، فوضع هذا الأمر فأر الريف في حالة من الذعر والرعب لم يجربها طوال حياته حياته. وبعد نجاتهما من القطة، لمح فأر الريف مصيدة، ولم يكن على علم بها، فشرح له فأر المدينة كيفية اشتغالها وحذره منها.




حينئذ لم يطق فأر الريف أن يزيد لحظة في المدينة، واعتذر لصديقه أنه لا يتحمل هذه الحياة المليئة بالقلق والضوضاء والخوف والهرب الدائم. وأن الحياة بالريف كانت -بالنسبة له- أكثر راحة وسعادة.

لذا عاد الفأر إلى حياته الأولى في الريف، حامدا الله على ما ينعم به من هدوء وطمأنينة وأمن وسلام.


بعض الفوائد التربوية للقصة:

1. زيارة الأصحاب والاطمئنان على حالهم ودعوتهم لكل خير.
2. تجنب الشكوى والتذمر وانتقاد الطعام وطريقة عيش الآخرين.
3. تناول الأطعمة الطبيعية، وتجنب الإسراف في استعمال الماء.
4. الوعي بأهمية الحياة الهادئة، وتعلم التكيف مع المتغيرات.
5. شكر الله على نعمه التي لا تحصى.


ملاحظة:

يمكنك إضافة أحداث للقصة، والتعديل عليها، وفق الأهداف والفوائد التي تريد ترسيخها في تلاميذك أو أبنائك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الصفحات