وتمتد جذور تهمة الدم إلى عصر الإغريق والرومان أي إلى ما قبل العصور المسيحية (إذ يذكرها يوسفيوس في معرض رده على أبيون) ولكن تهمة الدم لم تؤخذ بعدها بجدية إلى في القرون الوسطى وأدت هذه التهمة إلى محاكمات ومذابح لليهود على مر العصور.
وقد حاول كثير من المسيحيين والعلماء تفنيد التهمة وإقناع الناس ببطلانها ولكنهم فشلوا واستمرت تهمة الدم مرتبطة ارتباطا وثيقا بصورة اليهودي حتى عهد قريب.
ومن أشهر تهم الدم قضية دمشق سنة 1840 وقضية تيتسا اسلار سنة 1902. كما ظهرت تهم القتل الشعائري في بولندا وبلغاريا وحاول النازيون والمعادون للسامية إحياء هذه التهمة وتذكير الناس بها؛ ومما لا شك فيه أن تهمة الدم أدت إلى ترسب إحساس التميز والتفرد في الوجدان اليهودي، فقد كان على اليهودي أن يرجع إلى نفسه فقط وإلى جنسه المتمثل في ذاته ليثبت أن العالم كله على خطأ واليهودي وحده على صواب، ولعل هذا الإحساس هو أحد الأسباب الهامة لما يسمى باستمرار اليهود وتضامنهم...
وقد استغل الصهاينة هذه التهم عبر السنين في الضغط بذكاء على الضمير العالمي المعاصر وجعله بالتالي يتقبل نفسيا أي ظلم يقومون هم به تجاه أي شعب من الشعوب.
ويبدو أن تهمة الدم قد التصقت باليهود نظرا لتكرار مناظر الدم والقتل في العهد القديم، كما أن طقوس اليهود الدينية كانت تبدو للإغريق والرومان والمسيحيين غريبة ومعقدة وغير مفهومة خاصة طقوس عيد الفصح، ومما يجدر ذكره أن كثيرا من البابوات والحكومات المسيحية والأوروبية كانوا يدافعون عن اليهود ضد هذه التهم التي كان يوجهها لهم عامة الشعب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق