قصة الأسد والأرنب - الموسوعة المختصرة

الدقة والأمانة في الطرح

قصة الأسد والأرنب

قصة الأسد والأرنب

شارك المقالة
 
في إحدى الغابات الكبيرة المترامية الأطراف، الكثيفة الأشجار، عاشت مجموعة من الحيوانات العاشبة بأمان واطمئنان. حيث لا وجود للسباع ولا الضباع ولا الطيور الجارحة. 

لكنَّ هذا لم يدم طويلا، ففي أحد الأيام بينما الحيوانات تستمتع بوقتها وتتبادل أطراف الحديث واللهو، إذ ظهر فجأة أسد مخيف، وعند رؤيته للحيوانات زأر بشدة.. اختبأ الصغار خلف الكبار يرتعشون خوفا، وخيم الصمت على المكان.

نَصَّبَ الأسدُ نفسَه ملكا على هذه الغابة، وأمر الحيوانات أن تأتيَهُ كلَّ يوم بوجبته دون أن يضطر للاصطياد. وأعطاهم مهلة يوم كامل لإحضار الوجبة لأنه شبعان حاليا. ثم اختار كهفا كبيت دائم له، وأمر الحيوانات بالانصراف.

ذهبت الحيوانات دون إصدار ضجيج، واجتمعت في مكان واحد وهي خائفة وحزينة. اقترح بعضهم مغادرة الغابة، لكن لا مكان آخر ليذهبوا إليه، لذا لم يعد هذا حلا. وبينما هم يفكرون في حل ينقذهم مما هم فيه، إذ بالأرنب يقترح عليهم أن يكون وجبة الأسد الأولى، وطلب منهم أن يعدوا نفسهم للأيام القادمة.

في اليوم الموالي خرج الأسد من الكهف، وهو جائع يريد الطعام. وبما أنه لم يجد الوجبة في انتظاره فقد غضب، وانطلق بحثا عن الحيوانات، فصادف الأرنب في الطريق. فاشتد غضبه لكونهم أرسلوا له وجبة صغيرة. لكنه جائع ويريد إسكات معدته قبل أن يَصُبَّ جامَّ غضبه على الحيوانات.

قال للأرنب: ما الذي أخَّرَك هكذا ؟

رد الأرنب: سيدي الأسد، لقد كنت قادما، فإذا بالأسد الجديد يوقفني. ولما أخبرته إني قادم عندك سخر مني، وقال: الأسد الحقيقي هو من يصطاد فرائسه بنفسه.

استغرب الأسد الأمر، فقال: عن أي أسد تتحدث؟

قال الأرنب: لقد أتى أسد آخر، أعظم وأقوى، ويدعي أنه هو ملك الغابة الجديد.

لم يتحمل الأسد هذا الكلام، فأمر الأرنب أن يأخذه عنده.

قال الأرنب: لا أنصحك يا سيدي الأسد بذلك، فهذا الأسد قوي جدا وهو يحتمي بحصن.

قال الأسد: لا تسخر مني أيها الضعيف، سترى كيف ستكون نهاية هذا المتطفل على يدي.





وفعلا، اصطحب الأرنبُ الأسدَ إلى بئر في طرف الغابة، فقال الأرنب: هذا هو الحصن حيث يمكث الأسد الجديد.

وقف الأسد على جدار البئر، ونظر لأسفل، فإذا بانعكاسه يظهر على الماء. فظن أنه الأسد الجديد. فزأر بصوت عال، فرجع إليه صدى صوته عاليا أكثر. فتيقن أن الأسد الذي بالبئر أقوى.

ولوجود الأرنب، فقد أراد الأسد أن يثبت أنه الأقوى، فقفز في البئر لمواجهة الأسد المُزَيَّف. فإذا به يصطدم بقعر البئر، ولم يخرج من هناك مطلقا.

وهكذا نجح الأرنب في إنقاذ الغابة من هذا الأسد، بفضل حيلة ذكية، لأنه عَلِم أن صورة الشخص تنعكس من خلال الماء، وأن البئر يُصدر صدى أعلى للصوت.

شكرت الحيوانات صنيع الأرنب، واستمرت في حياتها السابقة هادئة سعيدة، وجعلت الأرنب مستشارا في الأزمات والمشاكل التي تحدث بالغابة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الصفحات