هو تقي الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن الخضر بن محمد بن تيمية الحراني ثم الدمشقي، الإمام الفقيه، المجتهد المحدث، الحافظ المفسر، الأصولي الزاهد الناقد، نادرة العصر، ذو التصانيف والذكاء والحافظة المفرطة، شيخ الإسلام وعَلَم الأعلام.
والده: هو العالم المفتي شهاب الدين عبد الحليم.
وجده: هو الإمام شيخ الإسلام مجد الدين أبو البركات مؤلف كتاب (الأحكام).
وتيمية: لقب جده الأعلى. أما سبب هذا اللقب فقد نقل ابن عبد الهادي، عن ابن النجار قال: "ذكر لنا أن جده محمدا كانت أمه تسمى (تيمية) وكانت واعظة، فنسب إليها، وعرف بها".
مولده ونشأته:
وُلد بحران، يوم الإثنين العاشر أو الثاني عشر من ربيع الأول سنة 661 هـ، وبعد ست سنين اضطرت عائلته إلى الرحيل عن حران، بسبب جور التتار، وكاد العدو أن يدركهم، لولا لطف الله بهم واستغاثتهم به سبحانه، وقد كانوا يحملون كتبهم على عجلة لعدم وجود الدواب (لم يُثنهم جو الرعب والخوف عن حمل الكتب على عربة تدفع باليد!)، ثم قدموا دمشق سنة 667 هـ.
وقد نشأ في جو من الصفاء والطهارة والعفاف والتنسك، وفي اقتصاد في الملبس والمأكل، وكان يحضر المدارس والمحافل في صغره، ويناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحير معه أعيان البلد في العلم، فأفتى وله 19 سنة أو أقل، وبدأ في الكتابة والتأليف من ذلك الحين، ثم مات والده، وكان من كبار الحنابلة وأئمتهم، فدرَّس بعده بوظائفه وله 21 سنة، واشتهر أمره وذاع صيته في العالم. ثم انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، والزهد والورع، والشجاعة والكرم، والتواضع والحِلم، والإنابة والجلالة والمهابة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسائر أنواع الجهاد، مع الصدق والعفة والصيانة، وحسن القصد والإخلاص، والابتهال إلى الله وكثرة الخوف منه والمراقبة له، وشدة التمسك بالأثر، والدعاء إلى الله وحسن الأخلاق، ونفع الناس والإحسان إليهم، والصبر على من آذاه، والصفح عنه، والدعاء له، واجتمع له سائر أنواع الخير.
شيوخه:
سمع من الشيخ زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي.
وسمع من ابن أبي اليسر.
والكمال بن عبد.
والشيخ شمس الدين الحنبلي.
والقاضي شمس الدين بن عطاء الحنفي.
والشيخ جمال الدين بن الصيرفي.
ومجد الدين بن عساكر.
والنجيب بن المقداد.
وابن أبي الخير.
وابن علان.
وأبي بكر الهروي.
والكمال عبد الرحيم.
وفخر الدين بن البخاري.
وابن شيبان.
والشرف بن القواس.
وزينب بنت مكي.
وغيرهم كثير، ينوفون على مائتي (200) شيخ، منهم ابن عبد القوي.
تلاميذه:
منهم:
ومحمد بن شاكر الكُتْبي.
ومحمد بن أحمد الذهبي.
ومحمد بن أحمد بن عبد الهادي.
وإسماعيل بن عمر بن كثير.
وعمر بن علي البزار.
وأحمد بن الحسين بن عبد الله بن قدامة.
وسليمان بن عبد القوي الطوفي الصرصري البغدادي.
وعمر بن مظفر الوردي المصري الحلبي.
وعمر بن سعد الله الحراني.
ومحمد بن مفلح المقدسي.
ومحمد بن المنجا التنوخي الدمشقي.
وغيرهم.
جهاده ومناقبه:
العلماء ورثة الأنبياء، وهناك قلة من العلماء الربانيين مَلَكَهُم العلم فلم يبق لهم من أهوائهم ورغباتهم شيئا، فكانوا -بحق- وارثي النبوة، وحَمَلة الرسالة، وهذا ما ينطبق على شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث لم يترك طريقا ينفع أمة الإسلام إلا سلكه، ولم يدع ضرراً واقعا تعاني منه، أو محتملا يهددها، إلا بذل قصارى جهده، ونهاية قوته في مقاومته ودفعه، فلقد نفع أمته بالعلم، وفي مقدمته علوم الوحي، حيث تفقه وتعلم وأتقن، ثم نفعها بالتعليم ونشر الفقه بمعناه الشامل بين المسلمين بل وغيرهم.
ثم تصدى لأهل الضلال والانحراف من المسلمين وغيرهم، فأخذ يكشف زيفهم، ويرد باطلهم، ويهتك أستارهم، ولا يخاف في الله لومة لائم. بل إنه لم يكتف بالقول والكتابة والمناظرة فحسب، وإنما حمل السلاح بنفسه لقتالهم، ومقارعتهم بالسيف، كما فعل مع الكسروانيين (النصيرية) وذلك في شمالي الشام.
وكان متواضعا للناس، باذلا نفسه لهم، لا يزيده علمه إلا تواضعا واستصغارا لنفسه ووقوفا إلى جانب الضعفاء والمساكين، من طلبة العلم ومن عامة المسلمين، وكان قدوة لهم في علمه وعمله وجهاده.
مؤلفاته:
كان شيخ الإسلام غزير الإنتاج وافر العطاء في شتى صنوف المعرفة، المتعلقة مباشرة أو غير مباشرة بعلوم الوحي، والتي كانت إما مؤلفات مستقلة، أو دفاعا وحماية لعقيدة الإسلام وملته، أو أجوبة على مسائل تورد إليه. وقد قدرت أعماله الكاملة في التأليف من ثلاثمائة (300) مجلد إلى خمسمائة (500) مجلد.وقد ذكر ابن شاكر كثيرا من هذه الكتب مرتبة حسب موضوعها، من كتب التفسير إلى كتب الأصول، إلى كتب أصول الفقه ثم الكتب الشتى في أنواع شتى، ومن المناسب هنا أن نورد ما ذكره من كتب الأصول (أي العقيدة) حيث ذكر ابن شاكر:
(عدَّلت على أسماء بعض المؤلفات بما هو متوفر على النت من الكتب المطبوعة المحققة).
- جواب الاعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية.
- نقض أساس التقديس، أو بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية.
- شرح أول المُحَصّل. يعني: محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين للفخر الرازي.
- شرح بضع عشرة مسألة من الأربعين للفخر الرازي.
- درء تعارض العقل والنقل.
- جواب ما أورده كمال الدين ابن الشربيني. مجلد.
- الجواب الصحيح، رد على النصارى.
- الاستقامة.
- شرح الأصبهانية.
- شرح أول كتاب الغزنوي في أصول الدين. مجلد.
- الرد على المنطقيين أو (نصيحة أهل الإيمان في الرد على منطق اليونان).
- رد آخر لطيف.
- مسألة في توحيد الفلاسفة.
- قاعدة في القضايا الوهمية.
- قاعدة في تناهي ما لا يتناهى.
- الصفدية.
- جواب في نقض قول الفلاسفة: أن معجزات الأنبياء -عليهم السلام- قوى نفسانية. مجلد كبير.
- إثبات المعاد والرد على ابن سينا.
- شرح رسالة ابن عبدوس في كلام الإمام أحمد في الأصول.
- ثبوت النبوات عقلا ونقلا والمعجزات والكرامات. مجلدان.
- قاعدة في الكليات. مجلد لطيف.
- الرسالة القبرصية.
- رسالة إلى أهل طبرستان وجيلان في خلق الروح والنور.
- الرسالة البعلبكية.
- الرسالة الأزهرية.
- القادرية.
- البغدادية.
- أجوبة الشكل والنقط.
- إبطال الكلام النفساني (أبطله من نحو ثمانين وجها).
- جواب من حلف بالطلاق الثلاث أن القرآن حرف وصوت.
- إثبات الصفات والعلو والاستواء. مجلدان.
- القاعدة المراكشية.
- صفات الكمال والضابط فيها.
- جواب في الاستواء، وإبطال تأويله بالاستيلاء.
- جواب من قال: لا يمكن الجمع بين إثبات الصفات على ظاهرها مع نفي التشبيه.
- أجوبة كون العرش والسموات كُرِّيَّة، وسبب قصد القلوب جهة العلو.
- جواب كون الشيء في جهة العلو، مع أنه ليس بجوهر أو عرض معقول أو مستحيل.
- جواب: هل الاستواء والنزول حقيقة؟ وهل لازم المذهب مذهب، سماه الإربلية.
- مسألة النزول، واختلاف وقته باختلاف البلدان والمطالع. مجلد لطيف.
- شرح حديث النزول. مجلد كبير.
- بيان حل إشكال ابن حزم الوارد على الحديث.
- قاعدة في قرب الرب من عابديه وداعيه. مجلد.
- الكلام على نقض المرشدة.
- المسائل الاسكندرية في الرد على الاتحادية والحلولية.
- الرد الأقوم على ما في كتاب فصوص الحكم.
- جواب في لقاء الله.
- جواب رؤية النساء ربهم في الجنة.
- الرسالة المدنية في إثبات الصفات النقلية.
- الهلاوونية.
- جواب ورد على لسان ملك التتار. مجلد.
- قواعد في إثبات القدر، والرد على القدرية والجبرية. مجلد.
- رد على الروافض في الإمامة: علي (ابن مطهر)
- جواب في حسن إرادة الله تعالى لخلق الخلق، وإنشاء الأنام لعلة أم لغير علة.
- شرح حديث: "... فحج آدم موسى".
- تنبيه الرجل العاقل على تمويه الجدل الباطل. مجلد.
- تناسي الشدائد في اختلاف العقائد. مجلد.
- كتاب الإيمان. مجلد.
- شرح حديث جبريل في الإسلام والإيمان والإحسان. مجلد.
- عصمة الأنبياء عليهم السلام فيما يبلغونه.
- رسالة في العقل والروح.
- مسألة في المقربين: هل يسألهم منكر ونكير.
- مسألة: هل يعذب الجسد على الروح في القبر.
- الرد على أهل الكسروان. مجلدان.
- في فضل أبي بكر وعمر رضي الله عليهما على غيرهما.
- قاعدة في فضل معاوية، وفي فضل ابنه يزيد: لا يسب.
- في تفضيل صالحي الناس على سائر الأجناس.
- مختصر في كفر النصيرية.
- في جواز قتال الرافضة (كراسة).
- في بقاء الجنة والنار وفي فنائهما، رد على السبكي.
المصادر والمراجع:
- مقدمة تحقيق كتاب "الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح" لابن تيمية؛ تحقيق: د. علي بن حسن بن ناصر، د. عبد العزيز بن إبراهيم العسكر، د. حمدان بن محمد الحمدان. (بتصرف)
- انظر أيضا: أسماء مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية لابن قيم الجوزية، تحقيق د. صلاح الدين المنجد.
- للمزيد حول ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية، انظر: مقدمة تحقيق "الرسالة البعلبكية لابن تيمية"، دراسة وتحقيق: مريم بنت عبد العالي بن غالي الصاعدي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق