ترجمة الإمام بدر الدين الزركشي - الموسوعة المختصرة

الدقة والأمانة في الطرح

ترجمة الإمام بدر الدين الزركشي

ترجمة الإمام بدر الدين الزركشي

شارك المقالة
تصنيف: أعلام ومؤلفات



الإمام بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي، أحد العلماء الأثبات الذين نجموا بمصر في القرن الثامن الهجري؛ وجِهبِذ من جَهابذة أهل النظر وأرباب الاجتهاد؛ وهو أيضا عَلم من أعلام الفقه والحديث والتفسير وأصول الدين.


ولد بالقاهرة سنة خمس وأربعين وسبعمائة (745هـ- 1344 م) حينما كانت معمورة بالمدارس، غاصة بالفضلاء وحملة العلم؛ زاخرة بدور الكتب الخاصة والعامة، والمساجد الحافلة بطلاب المعرفة، والوافدين من شتى الجهات؛ ولم يكد يجاوز سن الحداثة حتى انتظم في حلقات الدروس، وتفقه بمذهب الشافعي؛ وحفظ كتاب المنهاج في الفروع للإمام النووي؛ وصار بعرف بالمنهاجي؛ نسبة إلى هذا الكتاب.

كان الشيخ جمال الدين الإسنوي بدرَ العلماء الزاهر، وكوكبَهم المـتألق؛ وإمام أهل الحديث بالمدرسة الكاملية غير مُدافَع؛ فلزمه وتلمذ له؛ ونهل من علمه ما شاء الله له أن ينهل؛ فكان من أنجب تلاميذه وأوعاهم، وأفضلهم وأذكاهم.

كما تخرج على الشيخ سراج الدين البلقيني، والحافظ مغلطاي، وغيرهم من شيوخ وعلماء مصر.
ثم ترامت إليه شهرة الشيخ شهاب الدين الأذرعي بحلب، والحافظ ابن كثير بدمشق، فشد إليهما الرحال؛ حيث قصد إلى حلب أولا فأخذ عن الأذرعي الفقه والأصول؛ ثم عمد إلى دمشق فتلقى الحديث على ابن كثير.

ثم عاد إلى القاهرة جامعاً أشتات العلوم، محيطاً بالأصول والفروع؛ وعارفاً الغامض والواضح، وواعياً الغريب والنادر، مستقصياً الشاذ والمقيس؛ إلى ذكاء وفطنة، وثقافة وألمعية؛ فتأهل بكل ذلك للفتيا والتدريس، والتوفر على الجمع والتصنيف؛ واجتمع له من المؤلفات في عمره القصير ما لم يجتمع لغيره من أفذاذ الرجال؛ وإن كان هذا الفضل لم يعرفه الناس إلا بعد وفاته؛ وحين توارت شمس حياته.

وكان رضيَّ الخُلُق، محمود الخِصال، عذب الشمائل؛ متواضعا رقيقا، يلبس الخَلَق من الثياب، ويرضى بالقليل من الزاد؛ لا يشغله عن العلم شيء من مطالب الدنيا، أو شؤون الحياة.
قال عنه ابن حجر العسقلاني في "الدرر الكامنة":
وكان منقطعا في منزله لا يتردد إلى أحد إلا إلى سوق الكتب؛ وإذا حضر إليها لا يشتري شيئا؛ وإنما يطالع في حانوت الكتبي طول نهاره ومعه ظهور أوراق يعلق فيها ما يعجبه، ثم يرجع فينقله إلى تصانيفه.

وحكى تلميذه شمس الدين البرماوي أنه كان منقطعا إلى الاشتغال بالعلم لا يشتغل عنه بشيء، وله أقارب يكفونه أمر دنياه.

وكان يكتب مصنفاته بنفسه؛ وخطه رديء جدا قلَّ من يحسن استخراجه، كما أخبر بذلك ابن العماد في "شذرات الذهب"؛ ولهذا شاع في الكتب المنقولة عن خطه الغموض والإبهام، والتحريف والتصحيف؛ ولقي منها القراء والدارسون العناء الكثير.


توفي بمصر في رجب سنة أربع وتسعين وسبعمائة (794 هـ - 1392 م)، ودُفن بالقرافة الصغرى بالقرب من تربة بكتمر الساقي يرحمه الله.


مؤلفاته

 (اضغط على اسم الكتاب للانتقال لصفحة التحميل على موقع أرشيف، أو غيره)

 5- تخريج أحاديث الشرح الكبير للرافعي، المسمى بكتاب: "فتح العزيز على كتاب الوجيز" (الذهب الإبريز في تخريج أحاديث فتح العزيز)
 7- تفسير القرآن، وصل فيه إلى سورة مريم، ذكره السيوطي وأورده صاحب كشف الظنون.
 8- تكملة شرح المنهاج للإمام النووي؛ كان الإسنوي بدأ في شرح المنهاج، وسماه (كافي المحتاج إلى شرح المنهاج) ووصل فيه إلى باب المساقاة ولم يتمه، فأتمه الزركشي.
 12- خلاصة الفنون الأربعة
 13- الديباج في توضيح المنهاج، وهو غير تكملة شرح المنهاج
 14- ربيع الغزلان في الأدب
 15- رسالة في كلمات التوحيد
 18- شرح الأربعين النووية، (هي أربعون حديثا، جمعها الإمام النووي؛ كل حديث منها قاعدة من قواعد الدين، التزم أن تكون صحيحة؛ معظمها من البخاري ومسلم، محذوفة الأسانيد).
 19- شرح البخاري
 20- شرح التنبيه للشيرازي
 21- شرح الوجيز في الفروع للغزالي
 24- فتاوى الزركشي
 25- في أحكام التمني
 28- لقطة العجلان وبلة الظمآن في أصول الفقه والحكمة والمنطق
 29- ما لا يسع المكلف جهله
 30- مجموعة الزركشي في فقه الشافعي
 32- النكت على عمدة الأحكام

وغيرها.

المراجع:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

الصفحات